استعاد "ديسلفا" الطريقة المناسبة لفريقه، واختار المبادرة
الهجومية التي ساعدته أكثر من مرة على النجاح. فكسب مباراة الذهاب للدور ربع النهائي من مسابقة كاس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، أمام الأهلي، بجدة، بثلاثة أهداف دون رد.
بدأ العالمي المباراة بتكتيك 4-4-2، وتشكيل تكون من عبد الله العنزي في حراسة المرمى، وعبد الله القرني وعبده برناوي في متوسط الدفاع، واحمد الدوخي في الظهير الأيمن، وعبد الكريم الخيبري في الظهير الأيسر، وإبراهيم غالب واحمد عباس في محور الوسط الخلفي، وخالد الزيلعي في طرف الوسط الأيمن، وفيكتور فيغاروا في طرف الوسط الأيسر، وباسكال فندنو وسعد الحارثي في الهجوم.
بنى مدرب العالمي عمله الدفاعي –كالمعتاد- على ثبات المحورين أمام رباعي الدفاع. وأقام عمله الهجومي على التحرك الطولي لظهيري الجنب، على أن يتحرك طرفا الوسط أمامهما، ويتراجع احد المهاجمين خلف الآخر. أو أن يتقدم ثنائي الهجوم عرضياً ويتحرك احد لاعبي طرف الوسط ليحل محل المحور الأمامي.
فنياً، لابد من التنويه في افتتاح هذه الفقرة إلى أن مدرب الأهلي ارتكب خطأ ظاهراً في بداية اللقاء، أنتج اختلالاً في منطقة المحور الخلفي، وقد عجز في باقي فترات المقابلة عن تصحيح هذا الخلل بصورة تامة. يقابل هذا أن مدرب العالمي اختار العودة إلى منهج المبادرة الهجومية، ويبدو أن مدرب الأهلي فوجئ بهذا الخيار. هذان العاملان في تقديري، وعلى وجه الإجمال، هما أوضح تعليل للمسافة الفنية التي بدت ظاهرة بين الفريقين في غالب وقت المباراة، وهما كذلك أهم أسباب الفوز هنا، والخسارة هناك.
وخلافاً لما تظهره نتيجة المباراة، تبادل الفريقان السيطرة على مجريات الأحداث. وقد انقسمت المقابلة إلى ثلاث فترات. كانت الأولى عالمية تمتد إلى الدقيقة 25، ساهم فيها ارتباك الأهلي بالثغرة الظاهرة في منطقة المحور، ومفاجأته بالمبادرة الهجومية للعالمي. وامتدت الثانية إلى د54 حيث أنهى هدف العالمي الأول، غلبة أهلاوية، كان المضيف فيها اقرب إلى التسجيل. وهيمن العالمي على بقية المباراة، مستفيداً بوضوح من الانعكاس المعنوي العميق للنتيجة على المضيف. فضلاً عن البعد الفني الذي تقدمت الإشارة إليه.
وفي التفصيل، احتفظ العالمي بمجمل أخطاءه الدفاعية التي سبقت الإشارة إليها مرات كثيرة، لكن أظهرها في هذا اللقاء هما تواضع الرقابة الفردية، الذي مكّن أكثر من مهاجم من تهديد المرمى من مسافة قريبة. وضعف أداء المحور في تغطية المساحة أمام منطقة الجزاء، والتي كانت منطلقاً للتسديد والتمرير، غير مرة. وبقيت المساحة خلف الظهير، واللعب على خط واحد، عاملان فرعيان في اختراق دفاع العالمي، في هذه المباراة.
أما على الصعيد الهجومي، فقد ميّز أداء العالمي في هذه المباراة جماعية التحرك الأمامي، التي ساعدته على سرعة الانتشار، وسرعة نقل الكرة، وهما عاملان حققا له استفادة كبيرة من "فيغاروا" و"باسكال" والزيلعي في أوقات مختلفة من المباراة. وكان تحرك الحارثي الطولي، والعرضي، عاملاً مساعداً في تشكيل الخطورة على مرمى المضيف، الأمر الذي لم تقتصر فائدته عليه، بل أتاحت عدة فرص لزملائه للتسجيل. لكن هذا لا يجب أن ينسى معه احد أن هذه الفعالية الهجومية حظيت بمواجهة دفاعية كانت هزيلة في اغلب الحالات. والملاحظة السلبية الأساسية على الأداء الهجومي للعالمي كانت إضاعة جملة من الفرص السهلة، التي كان من شأنها حسم التأهل مبكراً إلى دور الأربعة.
أجرى "ديسلفا" تغييرين في هذه المباراة. الأول في الدقيقة 82، بإحلال ريان بلال محل سعد الحارثي. والثاني في الدقيقة 90، إذ أشرك سعود حمود بدلاً عن خالد الزيلعي. وكلاهما إبدال لاعب بلاعب، دون أن يكون له مساس باستمرار الخيارات الفنية التي بدأ بها المباراة.
ميدانياً، حاز الأهلي 11 محاولة، جاءت سبع منها ضمن الفترة الثانية المشار إليها أعلاه. أولى محاولات المضيف كانت في الدقيقة 25، حيث استفاد محمد مسعد من كرة عائدة من دفاع العالمي، فسدد من أمام المنطقة، دون ضغط، على يمين المرمى. وفي الدقيقة 30، تكررت الحالة، ولكن هذه المرة من خلال "مارسيلو"، الذي سدد كرة قوية صدها القائم الأيمن. وفي الدقيقة 33، سدد مسعد، وبدون ضغط، إلى خارج الميدان. وفي الدقيقة 39، مرر "مارسيلو" دون ضغط جاد، إلى "فيكتور" داخل منطقة الجزاء، وبوجود ثلاثة مدافعين، حضر الأخير وسدد كرة أرضية، تمكّن العنزي من تحويلها إلى ضربة ركنية. وفي الدقيقة 45، مرر مسعد –مع ضغط متأخر- من العمق إلى تيسير الجاسم غير المراقب داخل منطقة الجزاء، لكنه سدد كرة ضعيفة، حولها الحارس إلى ركنية. وفي الدقيقة 49، مررت الكرة عرضية من الجانب الأيسر إلى "فيكتور"، لعبها برأسه عن يسار المرمى. وفي الدقيقة 51، مرر جيزاوي من الطرف الأيمن إلى "فيكتور"، ولعبها برأسه إلى خارج الملعب، وفي الحالتين استفاد من ضعف الرقابة. وفي الدقيقة 60، مررت الكرة إلى حسن الراهب، غير المراقب، لعبها مباشرة إلى المرمى، لكن الحارس تمكّن من الإمساك بالكرة. وفي الدقيقة 73، مررت الكرة لبدر الخراشي لعبها برأسه، صدتها العارضة إلى الأرض، وعادت إليه، فلعبها برأسه إلى الخارج. وفي الدقيقة 83، سدد "مارسيلو" من خطأ على حدود منطقة الجزاء، كرة قوية، أحالها الحارس إلى ركنية. وفي الدقيقة 86، تكرر المشهد الأخير ثانية.
في المقابل حصل العالمي على 12 فرصة. كانت تسع منها في الفترة الثالثة. جاءت أولى المحاولات في الدقيقة 5، إذ مرر "باسكال" طولية من خلف خط المنتصف إلى الحارثي، انفرد، ولعبها ضعيفة من فوق الحارس، فأدركها وليد عبد ربه الكرة قبل أن تدخل المرمى. وفي الدقيقة 22، مرر الزيلعي طولية إلى "فيغاروا" داخل منطقة الجزاء، استثمر فيها ارتباك المدافعين، ومر بالكرة، لكنه لعبها عن يمين المرمى. وفي الدقيقة 26، سدد "باسكال" كرة مباشرة، تمكّن الحارس من الإمساك بها. وفي الدقيقة 43، مررت الكرة من ضربة ركنية عن يمين الحارس إلى الزيلعي، لعبها عرضية، ومررها القرني برأسه للحارثي قبالة القائم الثاني، لكن الأخير لعبها إلى خارج الملعب. وفي الدقيقة 54، قاطع الزيلعي هجمة أهلاوية، ومرر في الجهة اليمنى إلى "باسكال"، مرر الأخير الكرة إلى الحارثي المنفرد، لعبها أرضية على يسار الحارس، هدف أول. وفي الدقيقة 57، مرر "باسكال" عرضية من الجهة اليمنى إلى الحارثي، مررها سهلة برأسه إلى الحارس. وفي الدقيقة 59، مرر "باسكال" الكرة إلى "فيغاروا" على الجهة اليسرى من منطقة الجزاء، مر من المدافع، وسدد، وأمسك الحارس، ولم يكن التسديد خياره الأفضل. وفي الدقيقة 61، ومن خطأ في الجهة اليمنى، مرر "فيغاروا" كرة عرضية، تجاوزت عباس، ولعبها الحارثي برأسه على يسار الحارس، هدف ثان. وفي الدقيقة 64، تكررت اللقطة، فمرر "فيغاروا" من خطأ في الجهة اليمنى إلى الحارثي، لعبها مباشرة عن يسار المرمى. وفي الدقيقة 68، مرر "فيغاروا" على الطرف الأيسر من منتصف ملعب العالمي، طويلة إلى الحارثي، انطلق بها، وراوغ بنجاح، لكنه لعبها ضعيفة إلى الحارس. وفي الدقيقة 71، مرر برناوي من مسافة بعيدة إلى الحارثي، فشل المدافع في التعامل معها، فاختطفها الحارثي، وسدد فوق الحارس، هدف ثالث. وفي الدقيقة 78، مرر "فيغاروا" إلى الحارثي على الجانب الأيمن، لعبها الأخير برعونة إلى خارج الملعب.
• احد الدروس التي تعلمتها عن العالمي هذا الموسم، أن عمله الهجومي يفوق كثيراً قدرته الدفاعية. ولذا فحيث اعتمد على عامل قوته كان اقرب إلى النجاح، منه إذ اعتمد على عامل ضعفه.
• احد الدروس التي تعلمتها عن "ديسلفا"، انه مدرب لا يدرك الخطأ، ولا الصواب. وحين يختار الصواب مرة لا شيء يضمن أن يستمر على خياره.
• المبادرة الهجومية، وتكتيك 4-4-2، عنوانان ثابتان في نصر العالمي، هذا الموسم.
• عبد الله العنزي، مباراة ناجحة.
• "باسكال"، قدّم في الشوط الثاني أفضل أداء له، حتى الآن.
• سعد الحارثي، رجل المباراة.
• مرة ثانية: القول بأن الفرص لازالت متساوية، ليس أكثر من مبالغة. والقول بأن العالمي حسم التأهل مبالغة أخرى.
