لقاء مع مبدع
متميز .. قارئ .. ومنشد
عبد العزيز بن محمد بن ناصر بن خنين
أدار الحوار / رائد بن حمد بن خنين
تتوقف الأحاديث عند سماع صوته الشجي .. وتطير القلوب في شجونها .. وتغشى الصدور السكينة .. تلك هي المشاعر الإيمانية التي تشعر بها عند الإصغاء لتلاوته العذبة .. وأناشيده الرائعة ، فسبحان من وهبه مزماراً من مزامير داود .. وسبحان من ألبسه تاج السمت والوقار .. وسبحان من سير الحشود إليه قادمة من كل حدب وصوب في مشهد يسر الناظرين .. ويبهج الأرواح .. ويسعد النفوس .. فنال إعجاب الجميع .. وذاع صيته فامتلأت المرافئ الندية بإصداراته الإنشادية والتي شهدت إقبالاً قل نظيره ..
ضيفنا ليس نجم اللحظة بل بشهادة الجميع كلما كبر سنه ازداد صوته جمالاً وازدادت تلاوته وإنشاده عذوبة حتى أصبح معلماً من معالم العائلة ، وأحد أبناء الأسرة القاطن في حي المحمدية بالرياض .. هو المبدع / عبد العزيز بن محمد بن ناصر بن خنين .. الذي التقيناه في هذا الحوار الممتع :
• الأستاذ عبدالعزيز قضى مشواراً طويلاً مع القران والنشيد الإسلامي .. هلا حدثتنا عن أول الطريق ؟
** كما هو معلوم أن الجو الأسري والعائلي والتربية الأسرية لها دور رئيس في التوجيه والإرشاد والترغيب ولله الحمد .. فالوالدة – حفظها الله – كانت تكافئني حينما أحفظ سورة من القران ، كما كان والدي - حفظه الله- دائماً يشجعني على إمامة المسجد ويحثني على تلاوة القران ، وكان يقدمني للصلاة حينما يغيب الإمام ، وكنت حينها في الصف الأول ثانوي ، وقد كان من أمنياته أن أكون إماماً لمسجد ، وبعد أن صرت إماماً أصبحت أمنيته أن أكون إماماً للحرم !! ولست أدري ماذا سيتمنى لو صرت إماماً للحرم .. ؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• من الذي اكتشف صوتك .. وما هي أول أعمالكم الإنشادية ؟ وما آخرها ؟
** أختي الكبرى ( أم محمد ) هي من اكتشف موهبتي وشجعتني في طفولتي على الإنشاد ، حيث كنا نبحث عن الغرف الخالية من الأثاث لنسجل فيها حيث يكون هناك صدى طبيعي ..
تشجعت بعدها واستمرت مشاركاتي على المسارح في المدارس والنوادي الصيفية ، ثم كانت أول مشاركة لي في أول شريط بعنوان ( هموم أمة ) حيث شاركت بأنشودة ( ضج الأنين ) للشاعر الشيخ سعد البريك وقدم لها الشاعر عبد الرحمن العشماوي ، ثم توالت المشاركات ، وآخر شريط صدر لي هو بعنوان ( غرد القمري ) ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• لك بعض الكتابات الصحفية ، وأصدرت مجلات تابعة لإدارة التعليم ، ثم صدر لك أخيراً كتاب بعنوان ( انطلق نحو التميز ) .. هل لموهبة التأليف والكتابة الصحفية جذور في طفولتك ؟
** نعم .. حينما كنت في الصف الرابع الابتدائي شغفت بقراءة القصص ومجلات الأطفال وكنت متابعاً جيداً ، ثم رأيت في نفسي الشجاعة لإصدار مجلة على غرار مجلة ماجد فأسميتها باسمي مجلة ( عبد العزيز ) ، فشرعت في الكتابة وكانت لا تباع بل لا أطبع منها إلا نسخة واحدة فقط ..
كنت أضع فيها أخبار الأسرة وأي حادثة تحصل على الغداء أو العشاء كنت أدونها ، كما كانت تحوي على بعض القصص المنوعة والمعلومات العامة ، وكان الأهل يشجعونني ويتابعون أعداد المجلة بشغف ..
صدر من المجلة تسعة أو عشرة أعداد ثم مللت وعزمت على إيقافها ، وتم فصل جميع الموظفين العاملين في المجلة حيث بلغ عددهم واحد ..
هذه الفكرة برغم سذاجتها لكنها صقلت لدي مواهب التأليف والكتابة والاطلاع والتحرير وغيرها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أنت إمام لمسجد بن باز بالمحمدية منذ تسعة أعوام تقريباً ، ومسجدك دائماً مزدحم بالمصلين في رمضان .. كيف تشعر حيال ذلك ؟
** يمثل لي ذلك مسؤولية عظيمة .. حملني إياها المولى عز وجل تجاه كتابه والمسلمين ، ويزيدني ذلك إيماناً بأن الأمة مازالت بخير ، وأن كتاب الله وآياته أعظم جامع للقلوب وأكبر مسعد للنفوس ، قال تعالى ( لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ألا تفكر في القراءة بأكثر من رواية ؟
** أحمد الله على ما فتح لي ومكنني فيه ، ورواية حفص عن عاصم من أشهر الروايات وهذا لا يعني أني لا أفكر بالقراءة بأكثر من رواية فقد درست أكثر الروايات وأتقنت بحمد الله رواية ورش عن نافع .. لكن أرى أن التلاوة عند العامة قد تحدث فتنة وسوء فهم ، أما عند طلبة العلم فلا بأس ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ما نصيحتك لمن يحاول أن يصبح مقرئاً ؟ وكيف يسلك الطريق الصحيح في هذا المجال ؟
** الإخلاص لله تعالى أهم الركائز التي ينطلق منها المقرئ .. وأن يحافظ باستمرار وبشكل يومي على القراءة والمراجعة والتواصل مع القران الكريم ..وصقل ذلك بالحلقات والدورات والبعد عن كل ما يشغل القلب ويلهي النفس من أمور الدنيا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أصوات كثيرة برزت في مجال التلاوة .. أي هذه الأصوات أقرب إليك ؟
** أستمع كثيراً للمنشاوي وسعد الغامدي ومشاري العفاسي ..
• شركة الاتصالات السعودية أطلقت خدمة صدى حيث يسمع المتصل دعاء أو أنشودة أو غير ذلك ، وقد فازت أناشيدك بالمركز الأول في عدد طلبات المشتركين .. حدثنا عن ذلك .
** نعم .. اتصل بي أحد موظفي الاتصالات السعودية وأخبرني أن النغمات التي بصوتي كانت أكثر النغمات طلباً من قبل المشتركين .. ويرجع الفضل في ذلك إلى توفيق الله تعالى أولاً ، ثم انتقاء الكلمات المناسبة للترحيب بالمتصل .. حيث سجلت عدداً من الأبيات الترحيبية المناسبة .. فحقق الله لها القبول والانتشار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ماذا تعني لك أنشودة حبي لمملكتي .. والتي لاقت رواجاً واسعاً في الفضائيات ؟
** كل إنسان لابد أن يشعر بانتمائه لوطنه ويحبه ويتشرف به .. كيف وإذا كان ذلك الوطن محط مفخرة العالم الإسلامي كله .. حيث الحرمين الشريفين ، وهو مهبط الوحي ومنبع العقيدة الصافية .. فكانت تلك الأبيات الموسومة بـ حبي لمملكتي تستحق أن تتردد على لسان كل محب لهذا الوطن المعطاء ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• بشهادة الجميع أنه كلما كبر سنك ازداد صوتك جمالاً .. فكيف تحافظ على ذلك ؟
** لا أفضل ولا أحسن من تجميل الصوت بذكر الله تعالى على الدوام ، والاستغفار ، ثم البعد عن المشروبات الباردة جداً والتوابل ، وأيضاً المشروبات الغازية ، وهناك وصفة وصفها الشيخ علي جابر – رحمه الله – وهي أعشاب البابونج مع اليانسون والعسل والليمون مرتين يومياً .. والله قبل ذلك خير حافظ وهو أرحم الراحمين ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإبداع فن راقٍ .. هلا ذكرت لنا مسيرتك مع دورات الإبداع وفنون التعامل مع الآخرين ، وما سر كتابك ( انطلق نحو التميز ) ؟
** يسّـر الله لي أن ألتحق بعدد من الدورات التدريبية في مجال البرمجة اللغوية العصبية ، وتطوير الذات وفنون التعامل .. وغيرها ..
ثم رأيت نفسي مؤهلاً وقادراً أن أقدم دورات في هذا المجال ، فتم اعتمادي كمدرب معتمد من قبل الاتحاد العالمي لعلم البرمجة اللغوية العصبية ، ومن قبل المؤسسة العامة للتعليم والتدريب الفني ، فقدمت دورات عديدة في المملكة وخارجها ..
كما جمعت مادة علمية تدريبية وأصدرتها في كتاب بعنوان ( انطلق نحو التميز ) حرصت أن أقدم المادة العلمية المختصرة والسهلة المدعمة بالألوان والصور والقصص والمواقف الممتعة التي تدعم المعلومات المطروحة في الكتاب ..
فكان هذا الكتاب بتوفيق الله تعالى ، وهو كتاب سهل الفهم .. خفيف الهضم ، أهديه لكل الباحثين عن الإبداع والتميز ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• رأيك بالملتقى السنوي العائلي .. ومجلة الملتقى ..
** الملتقى السنوي للعائلة نعمة فقدها كثير من العوائل .. ومن نعم الله علينا أن استمر هذا الملتقى لعدة سنوات ، ولن ينقطع إن شاء الله تعالى .. فأنصح أبناء عمومتي وكل أسرتي أن يحرصوا على الاستمرار وعدم التخلف أو الانقطاع عن هذا الملتقى المبارك ..
أما مجلة الملتقى فأسال الله للعاملين فيها وللداعمين لها أن يجزيهم كل خير ويبارك فيهم .. وقد جربت العمل في هذه المجلة ووجدت أنه عمل متعب وشاق ، فأشكر الشيخ حمد وبقية العاملين المستمرين في عطائهم رغم قلة التفاعل من أفراد العائلة .. فأعتب على من لا يتعاون مع المجلة بل يشتد العتب على من يثبط ويخذل ويقف حجر عثرة في طريق المجلة أو أي نشاط ثقافي أو اجتماعي من أنشطة المجلس.