فكرتواستخرت واستشرت اقاربي فاقدمت متوكلا على الله لاسيما اني اعتبرت
ان هذا الزواجتحقيقا لرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة
بمن يحب ذات ليلة زرتصديق والدي في بيته كي استشيره وقبل ان اتقدم رسميا
فاجابني مباشرة قائلا يا بنيلن تجد ابنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤنا غدا
واحضر مع اقاربك حتى تقتدموا رسميالخطبة ابنتي.
في الموعد المحدد حضرت انا وبعض اعمامي الى منزل صديق والديورحب بنا في
بيته أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماتهالصلاح
لا نعرفه ولم يعرفنا به.
بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قالاذا توكلنا على الله والتفت الى
يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل يا شيخ اكتب عقدالنكاح، أي أنه اعد العدة
لعقد الزواج في حينه واحضر المأذون.
تفاجأت حيثلم اكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير
البر عاجلة وبدأالمأذون بكتابة عقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت
قليلا حيث لم أرتب نفسيففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن انساها ما
حييت) فقال اخرج محفظتك، كم فيها منالمال، فاخرجتها ووجدت فيها اربعمائة
ريال فقال والد البنت ذاك صداق ابنتي هذاهو مهرها فكتب ذلك في العقد.
قبل أن ينتهي المأذون من كتابة العقد التفت الىوقال الديك شروط يا ولدي
قلت: ابعد كل هذا الاحسان والكرم من والد زوجتي اتراهيكون لدي شروط.
ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بللديك شرط ويجب
ان يكتب ذاك هو ان تقوم ابنتي بتربية اخويكالصغيرين.
تزوجت وانا سعيد وتقدمت للجامعة لاتمام سنة الامتياز في احدالمستشفيات
هنا، والآن احاول ان احسن وضعي المادي بان اعمل كسائق سيارة اجرةفي
اوقات الفراغ. كنت دوما موقنا ان مع العسر يسرا وان الفرج معالصبر.
انتهى حديثه وكنا حينها على مشارف البيت الحرام ودعته املا ان يكتبالله
لنا لقاء اخر. وقبل ان اودعك قارئي اود التأكيد بان القصة واقعيةوليست
من نسج خيالي.
ولعلي هنا ارسل ثلاث رسائل سريعة :
اولاها انكل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير من الابتلاء فمرة يبتلى الانسان
بنفسه، ومرة يبتلىبماله, ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تقلب الأقدار من لدن
حكيم عليم ولكن من آمن انكل شيء بقضاء الله وقدره وان اكثر الناس بلاء
هم الانبياء هان عليهالمصاب.
ثانيها ان الصبر مفتاح لكل خير وان مع العسر يسرا وكما قيل ما غلبعسر
يسرين.
ثالثة الرسائل دعوة صادقة لتيسير الزواج فذاك مدعاة للبركةواحرى وارجى
ان يوفق الله ويبارك في ذلك الزواج فقد روت عائشة – رضي الله عنها – عن
النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (ان اعظم النساء بركة ايسرهنمؤنة)
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيرهن ايسرهنصداقا)
وعن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الزموا
النساء الرجال ولا تغالوا في المهور)
والد البنت في قصتناالآنفة عرف معنى السعادة لابنته واشتراها لها لم لا؟
فقد اختار لها زوجا ويسرزواجهما واحسب ان ذلك الزوج لن ينسى صنيع والد
زوجته طيلة حياته واظنه سيسعى بكلما أوتي لإسعاد زوجته.
فلتهنأ تلك الاسرة وليهنأ ذلك البيت
منقول للفائدة
دمتم بود