آية ومعنـى
يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) هذه الآية الكريمة تبين حكمة الخالق في
جعل الخلق شعوباً وقبائل لأجل التعاون والتآلف، وإنه لا يحمد أحد عند الله إلا بالتقوى وذلك باتباع أ
وامره واجتناب نواهيه، وواجب على الخلق التسابق إلى تحقيق حكمة الخالق في جعل الناس
شعوباً وقبائل وذلك بالتعارف بينها، وبالتآلف والتوادد والتراحم ويتحقق ذلك بالزيارات والاجتماعات
التي يجب أن يتحقق فيها ألف النفوس وصفائها، حتى تكون كالمرايا المتقابلة تنعكس صور بعضها
في بعض، كما يتحقق فيها التعاون والتراحم فإذا أفرادها وأسرها وشعوبها وقبائلها كالأيدي
يغسل بعضها بعضاً وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
فلنسع إلى التعارف والتآلف والتوادد والتعاون والتراحم فيتحقق لنا بذلك خيري الدنيا والآخرة.